الاعجاز الهندسي في هدي القرآن الكريم

الاعجاز الهندسي في هدي القرآن الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من المعروف بأن الله عز وجل قد أنزل على كل نبي كتاب وأيده بمعجزات حتى يؤمن قومه بما أنزل عليه

ولكن ظلت هذه المعجزات محكومه بكل عصر ووقته في أن يظهر الله عز وجل

على يد النبي شيء خارق للعادة برع فيه قوم النبي؛

فعلى سبيل المثال قوم موسى عليه السلام قد برعوا في أعمال السحر فجعل الله عز وجل معجزات

موسى عليه السلام التسعة العصا , اليد , الطوفان , السنون , الضفادع , الدم , القمل , الجراد

وأخيرا شق البحر مرورا بقوم عيسى عليه السلام الذين برعوا في الطب فداوى عيسى

-عليه السلام- الأبرص والأعمى وأحيا الموتى بإذن الله تعالى ،وكان خير الختام بالمعجزات

المعجزة الخالده الى يوم الدين ألا وهي القرآن الكريم فقد برع العرب في البلاغة والشعر

فأنزل الله عز وجل على نبيه عليه الصلاة والسلام القرآن الكريم

فكان معجزة لهم عجزوا أن يأتوا بسورة من مثله.

القرآن الكريم كان آخر الكتب السماوية أنزله الله وجعله لذكر الله وآيات من عند الله

لايمسه الا المطهرون يهدى الى الصراط المستقيم للأيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله

لايفرق بين أحد منهم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر

وههو منذ أن نزل على رسول الله عليه الصلاة والسلام الى الأن

وقد مر على الأسلام أكثر من 1400 عام ومستمر إلى يوم القيامة

قال تعالى : (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )) (9) الحجر

فالقرآن الكريم قد احتوى على قصص الأولين من الأمم السالفة وفيه بيان لقوانين الحياة وسنن الله

وتحديد مصير الإنسان في الدنيا والآخرة ضمن ضوابط معينة

وأشار إلى حقائق علمية اكتشف العلم الحديث بعضها بينما

لا يزال بعضها لغزاً محيّراً للعلماء إلى الوقت الحالي

ويبدو أن بعضها سيبقى سراً من الأسرار الدائمة.

وربما اليوم لا يكفينا موضوع أو مئة موضوع حتى نتحدث عن هذا الاعجاز العلمي في القرآن الكريم

فإلى يومنا هذا مازال العلماء يكتشفون الجديد في علومهم وتخصصاتهم

ويعتقدون أن هذا انجاز لهم ولكن سرعان مايعلم العلماء أن ماتم اكتشافه قد كان معروفا

قبل مايقرب من 1400 سنة وأكثر .

واليوم نتحدث عن أحد هذه المعجزات والتي كانت في معرفة بعض العلاقات الهندسية

من خلال بعض آيات القرآن الكريم

أولا

إذا تفكرنا وتأملنا قليلا في قوله تعالى : ((وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ

مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ
وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ
فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً)) (12) الإسراء

نستنتج من هذه الآية بأن الله عز وجل يعلمنا بأنه خلق و فصّل كل شيء في هذا الكون

ومن هنا نستنتج بأن أي نظام في هذا الكون محكوم بقوانين حددها الخالق عز وجل

ليسير هذا النظام الهندسي وفق مدخلات له تؤدي دوره وتنتج مايسمى بالمخرجات

وهذا هو مبدأ أي نظام هندسي مدخلات النظام تؤدي إلى مخرجات أو منتجات بمعنى أخر .

وهنا يأتي سؤالنا

هو عن كيفية تحديد هذه القوانين الهندسية وماهي ملامح هذه القوانين في القرآن

ولنبدأ على سبيل المثال القانون البسيط بأن القوة عندما تؤثر بها على جسم تحدث إزاحة لهذا الجسم

بمقدار مسافة معينة يمكن قياسها , حاليا قد يبدو لنا جميعا بأن هذا بديهي وبأن هذا الأمر تمت معرفته

بالتجربة وهو مُسلم به ولكن إذا تفكرنا في إحدى آيات القرآن

ألا وهي قوله تعالى: (وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ))(19) سورة الحجرات

نستنتج من هنا بأن كل شيء في هذا

الكون في حالة اتزان أي كما ذكرنا سابقا القانون الهندسي العام مجموع المدخلات يساوي مجموع المخرجات

فقياسا على ذلك, على هذا النظام المتزن عندما نُعرض جسم لقوة ضاغطة

فنعتبره في القانون الهندسي مدخل والمخرج هو إزاحة هذا الجسم مسافة ما .

الى الأن يبدو الأمر سهلا وعاديا

ولعل السؤال الملح علينا مافائدة هذه النتيجة

تجيبنا آية أخرى

اذا تفكرنا في قوله تعالى (وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ) (7) سورة الرحمن

فنجد في هذه الآية بأن الله عز وجل عندما خلق الكون ورفع السموات السبع وضع الميزان

وهو ميزان الخلق والذي يعبر عن دورة الحياة أو كما قلنا قانون المدخلات تؤدي إلى مخرجات

والذي يحتوي على المدخلات في كفة والمخرجات في الكفة الأخرى

فكما قلنا سابقا إذا وضعنا القوة أثرنا بها على الجسم

نجد أن الكفة الأخرى هي المخرجات والتي تعبر عن الازحة الناتجة للجسم

هذا اذا اعتبرنا أن التجربة تتم في الظروف القياسية , أي ليس هناك عوائق تعطل ازاحة الجسم

ولكن هناك وزن الجسم والذي يعتبر في كثيرا من الأحيان ثابت يقلل من تأثير القوة على الجسم

اذا نتوصل الى هذه العلاقة بين القوة والازاحة ويؤثر عليها ثابت الوزن

قطعنا نصف الطريق ولكن بقي أن نضع عامل في هذه العلاقة حسب تأثيره

وهنا تجيبنا الآية الكريمة

فعندما ننظر إلى قوله تعالى في سورة الشعراء ((وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ)) ، نرى أن ميزان الخلق

هو ميزان مستقيم ومن المنطقي ليستقيم كفتي أي ميزان لابد أن توضع أوزان على كفتين

الى أن تتساوى الكفتين , فكلما اذا أردنا زيادة الازاحة في القانون السابق

فهنا كفة الميزان تميل نحو المخرج فلابد أن نعادلها في الكفة الأخرى

بزيادة القوة المؤثرة مع الوضع في الاعتبار ثبات الوزن

ولكن اذا كان الوزن ينتج يقلل من مقدار الازاحة (( وهذا هو الطبيعي المثبت في التجارب))

ففي هذه الحالة نضع الوزن في المقام , واذا رجعنا لما ذكرناه سابقا على مثال جسم

أثرنا عليه بقوة فإن الوزن يعتبر مادة الجسم نفسها والتي تعيق حركته وبالتالي

ينتج مايسمى قساوة الجسم أو مايطلق عليه هندسيا مقاومة المادة أو ثابت المادة

وهي مجموعة من الثوابت لكل مادة هندسية , وهي تتناسب عكسيا مع الازاحة الناتجة للجسم

مع ثبات القوة وتحت ظروف قياسية .

وهنا ينتج القانون الهندسي المعروف من العلاقة الازاحة = القوة * 1/ المقاومة

اذا ضربنا الطرفين في الوسطين (( شغل رياضيات )) نحصل على القانون المعروف

Force = Stiffness * Displacement

القوة

وهذا مايعرف حاليا بقانون العالم هوك للمرونة الذي اكتشفه في القرن السابع عشر

وهنا نقف للحظات لنتأمل كيف بذل هذا العالم مجهودات واختبارات

حتى وصل لهذا القانون الذي أخذ عليه شهرة واسعة عالميا

مع إن مفردات هذا القانون لو تفكر ودرس المسلمون جيدا القرآن الكريم وآياته

لوجدنا أن الله عز وجل يعلمنا أول خيوط التفكير والوصول الى هذا القانون وعدة قوانين أخرى .

والأمثلة على ذلك كثيرة ولا تتوقف على قانون هوك فقط فقياسا على القانون الأساسي للمدخلات

والمخرجات وحالة الاتزان لكفتي الميزان والي يتم قياس باقي القوانين عليه

فنجد مثلا قانون أوم

V = I * R

فاذا تفكرنا قليلا بالطريقة السابقة فعلى سبيل المثال أسطوانة مصنوعه

من مادة موصلة للتيار الكهربائي معرضه لجهد من احدى أطرافها ومعرضة لجهد في الطرف الأخر .

بالتالي من المنطقي أن يسير التيار من الجهد العالي الى الجهد الأقل

قال تعالى ((وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء

وإن منها لما يهبط من خشية الله)) (البقرة آية 74)

وهنا المدخل الى النظام الهندسي هو فرق الجهد بين الجهد العالي والجهد الأقل والمخرج هو التيار الناتج

من هذه العملية وهنا نعتبر الوزن أو المقاومة التي قد تعيق هذا التيار هي مقاومة الاسطوانة أو مقاومة السلك

وبالتالي وقياسا على ما سبق نجد العلاقة التالية

التيار ((المخرج)) = فرق الجهد * مقاومة السلك

وبما أن مقاومة السلك تقلل من التيار الحادث

فتصبح العلاقة الناتجة

التيار = فرق الجهد * 1/ مقاومة السلك

عند ضرب الطرفين في الوسطين
نحصل على قانون اوم
فرق الجهد = قيمة التيار * مقاومة السلك

V = I * R

وهنا لنا أن نتخيل الجهد والتعب والتجارب الكثيرة التي أجراها أوم للوصول الى هذا القانون

هذه القوانين التي بنى عليها فيما بعد عدة اختراعات كثيرة نستخدمها في يومنا هذا

بينما أن ما وجده أوم والعلماء الأخرين

كانت أول خيوطه وأساسه في كتاب الله عز وجل

ولكن تكاسل المسلمين عن تدارس وقراءة القرآن الكريم

هذه المعجزة الخالدة والتي تصلح لكل زمن ومكان

هو ما ادى الى مانحن فيه الأن ...!

المصادر

القرآن الكريم

كتاب الفيزياء الهندسية أ.د / عبد المنعم ابراهيم

بحوث للدكتور / زيد قاسم محمد عن اشتقاق القوانين الهندسية من القرآن الكريم

جزااك الله خير والله يجعلها بميزان اعمالك
الله يعطيك ااالف ااالف عافيه
تسلم الايادي يارب على الموضوع الحلو
دمتم لهذا الصرح شامخين,,,
كل الشكر لك وبنتظاار القادم بشوق ,,
مع خالص تحياتي
*&*الكناني(A) *&*

» الاعجاز العددي في القرآن
» من نواحى الاعجاز العلمى فى القرآن
» من الاعجاز العلمي في القران الكريم انفلونزا الطيور
» ورد القرآن الكريم
» ورد القرآن الكريم