اللغة
العربية إحدى أكثر لغات العالم استعمالاً، وإحدى اللغات الخَمْس الرسمية
في هيئة الأمم المتحدة ومُنظَّماتها، وهي اللغة الأولى لأكثر من 290 مليون
عربي، واللغة الرسمية في 18 دولة عربية، كما يُجيدها أو يُلِمُّ بها نحو
200 مليون مُسْلم من غير العرب إلى جانب لغاتهم أو لهجاتهم الأصلية.
ويُقبِل على تعلُّمها كثيرون آخرون من أنحاء العالم لأسباب تتعلَّق بالدين
أو بالتجارة أو العمل أو الثقافة أو غير ذلك.
والعربية هي اللغة السَّامية الوحيدة التي قُدِّر لها أن تحافظ على كيانها
وأن تصبح عالمية. وما كان ليتحقَّق لها ذلك لولا نزول القرآن الكريم بها؛
إذْ لا يمكن فَهْم ذلك الكتاب المبين الفَهْم الصحيح والدقيق وتذوُّق
إعجازه اللغويّ إلا بقراءته بلغته العربية. كما أن التُّراث الغني من
العلوم الإسلامية مكتوب بتلك اللغة. ومن هنا كان تعلُّم العربية مَطْمَحًا
لكلِّ المسلمين الذين يبلغ عددهم نحو مليار مُسلم في شتَّى أنحاء العالم.
ويمكن القول إن أكثر من نصف سكان إفريقيا يتعاملون بالعربية.
خصائص العربية
الأصوات:.
تتميَّز العربية بما يمكن تسميته مركز الجاذبية في نظام النُّطق، كما
تتميَّز بأصوات الإطباق؛ فهي تستخدم الأعضاء الخلفية من جهاز النُّطق أكثر
من غيرها من اللغات، فتوظِّف جذْر اللسان وأقصاه والحنجرة والحَلْق
واللَّهاة توظيفًا أساسيًّا. ولذلك فهي تحتوي على مجموعة كاملةً لا وجود
لها في أيِّ لغة سامية فضلاً عن لغات العالم، وهي مجموعة أصوات الإطباق:
الصَّاد والضَّاد والطَّاء والظَّاء والقاف، ومجموعة الأصوات الخلفية،
وتشمل الصَّوتين الجِذْريَّيْن الحَلْقيَّيْن: الحاء والعين، والصَّوت
القصي الطَّبقي: الغين، والصَّوت القصي اللهوي: القاف، والصَّوت الحنجري:
الهمزة.
المفردات:.
يُعَدُّ
مُعجم العربية أغنى معاجم اللغات في المفردات ومرادفاتها (الثروة
اللفظية)؛ إذْ تضُمُّ المعاجم العربية الكبيرة أكثر من مليون مفردة.
وحَصْرُ تلك المفردات لا يكون بحَصْر مواد المعجم؛ ذلك لأن العربية لغة
اشتقاق، والمادة اللغوية في المعجم العربي التقليدي هي مُجرَّد جذْر،
والجِذْر الواحد تتفرَّع منه مفردات عديدة، فالجذْر ع و د مثلاً تتفرَّع
منه المفردات: عادَ، وأعادَ، وعوَّدَ، وعاودَ، واعْتادَ، وتَعوَّدَ،
واستعادَ، وعَوْد، وعُود، وعَوْدة، وعِيد، ومَعَاد، وعِيادَة، وعادة،
ومُعاوَدَة، وإعادة، وتَعْوِيد، واعتِياد، وتَعَوُّد، واسْتِعَادَة،
وعَادِيّ. يُضاف إليها قائمة أخرى بالأسماء المشتقَّة من بعض تلك
المفردات. وكلُّ مفردة تؤدِّي معنًى مختلفًا عن غيرها.
والعربية تتطوَّر
كسائر اللغات؛ فقد أُميتَتْ مفردات منها واندثرت، وأُضيفَتْ إليها مفردات
مُولَّدة ومُعَرَّبة ودخيلة، وقامت مجامع اللغة العربية بجهد كبير في
تعريب الكثير من مصطلحات الحضارة الحديثة، ونجحت في إضافتها إلى المعجم
المستَخدَم، مثل: سيَّارة، وقطار، وطائرة، وبرقيَّة، وغير ذلك.
التلفُّظ والتهجِّي:
تتكوَّن
الألفباء العربية من 28 حرفًا، فضلاً عن ألف المدِّ. وكان ترتيب تلك
الحروف قديمًا أبجديًا على النحو الآتي: أبجد هوَّز حطِّي كلمن سعفص قرشت
ثخذ ضظغ
وتُكتب لغات
كثيرة في العالم بالحروف العربية، مع استبعاد أحرف وإضافة أخرى، منها
الفارسية، والأُردية، والبَشْتُو، ولغة الملايو، والهَوْسا، والفُلانيَّة،
والكانوري. وكانت التُّركيَّة والسَّواحيليَّة والصُّوماليَّة تُكتَب إلى
عهد قريب بالحروف العربية
وتعتمد العربية
على ضَبْط الكلمة بالشَّكْل الكامل لتؤدِّي معنًى محدَّدًا؛ فالكلمات:
عَلِمَ، وعُلِم، وعَلَّمَ، وعِلْمٌ، وعَلَمٌ، هذه الكلمات كلها مُتَّفِقة
في التَّهجِّي، مختلفة في التَّلفُّظ والمعنى. إلا أن مُجيد العربية يمكنه
أن يفهم معنى الكلمة دون ضَبْط من خلال السِّياق، وكان القدماء يقولون:
شَكْلُ الكتابِ سُوءُ ظنٍّ بالمكتوب إليه.
ومن سِمات
العربية أن تهجِّي الكلمة فيها موافقٌ للتلفُّظ بها، وهذه ميزة تمتاز بها
العربية عن بعض اللغات الأوروبية. وهي ظاهرة عامة في العربية، إلا في بعض
الحالات القليلة، كنُطق ألف لايُكتب في نحو: هَذَا، ولكنْ، وكتابة الألف
الليِّنة على هيئة ياء، نحو: مَضَى الفَتَى.