۩۞۩ روضة الجنه ۩۞۩
أهلا بك
في منتدى روضه الجنه

مرحب مع كل شروق شمس وغروبها مرحباعدد نجوم السماء اللامعه فى الافق مرحبا حين تتلاطم امواج البحر مرحبا عند سقوط قطرات الندى على الزهربكل حب واحترام وشوق نستقبلك ونفرش طريقك بالورد ونعطر حبر الكلمات بالمسك والعنبروننتظر الابداعمع نسمات الليل وسكونه لتصل همسات قلمك الى قلوبنا وعقولنا ننتظر بوح قلمك
۩۞۩ روضة الجنه ۩۞۩
أهلا بك
في منتدى روضه الجنه

مرحب مع كل شروق شمس وغروبها مرحباعدد نجوم السماء اللامعه فى الافق مرحبا حين تتلاطم امواج البحر مرحبا عند سقوط قطرات الندى على الزهربكل حب واحترام وشوق نستقبلك ونفرش طريقك بالورد ونعطر حبر الكلمات بالمسك والعنبروننتظر الابداعمع نسمات الليل وسكونه لتصل همسات قلمك الى قلوبنا وعقولنا ننتظر بوح قلمك
۩۞۩ روضة الجنه ۩۞۩
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۩۞۩ روضة الجنه ۩۞۩

۩۞۩ ۩۞۩ غايتك للجنه قد جمعتنا المحبه فى الله فمن يفرقنا۩۞۩ ۩۞۩
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
Egypt Flag
مرحبا يا المعازف (الموسيقى) والغناء في ميزان الشريعة. 060111020601hjn4r686 ابو حسام المعازف (الموسيقى) والغناء في ميزان الشريعة. 060111020601hjn4r686 نشكر لك إنضمامك الى أسرة منتدى روضة الجنه ونتمنى لك المتعة والفائدة
السلام عليكم نرحب بجميع اعضاءوزوار منتدى روضه الجنه شرفتونا ونورتونا ان شاء الله تفيدو وتستفيدو راجين من المولى ان يجمعنا على حبه امين يارب العالمين اختكم في الله روضة الجنه

 

 المعازف (الموسيقى) والغناء في ميزان الشريعة.

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عبيدالله
عضوملكي
عضوملكي
عبيدالله


المعازف (الموسيقى) والغناء في ميزان الشريعة. C13e6510
مصر
عدد المساهمات : 265
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 03/05/2011
العمل/الترفيه : موظف بالماليه
المزاج المزاج : هاديء
الأوسمة : المعازف (الموسيقى) والغناء في ميزان الشريعة. 9lx00983

المعازف (الموسيقى) والغناء في ميزان الشريعة. Empty
مُساهمةموضوع: المعازف (الموسيقى) والغناء في ميزان الشريعة.   المعازف (الموسيقى) والغناء في ميزان الشريعة. I_icon10الأحد مايو 15, 2011 5:32 pm



المعازف (الموسيقى) والغناء في ميزان الشريعة.

إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إن من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، أما بعد.....

فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} (الأحزاب:36).
وقال الله تعالى: "وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (الحشر: 7).
وقال الله تعالى: "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" (النساء: 65).
وقال الله تعالى: "فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (النَّور: 63).

فالعبرة في التحليل والتحريم كما دلت هذه الآيات لا تكون إلا بقول الله ورسوله، فإذا اتضح لنا الدليل الصحيح من كتاب الله وسنة رسوله على حرمة شيءٍ فلا يٌقبل أي قول من أي أحد كائنًا من كان، فكلام النبي وحي وكلام غيره اجتهاد، وقد اتفق أئمة الإسلام على أن الاجتهاد لا يكون مع النص، بل يكون في النص، فإذا صدم قول أي أحد مهما علا شأنه قول الله ورسوله، يضرب بهذا القول عرض الحائط ونسمع فقط لله ورسوله، فنحن كمسلمين لم نؤمر باتباعِ أحدٍ غير النبي (صلي الله عليه وسلم) ولا خلاف في ذلك بين المسلمين، فهذه أمورٌ هامة يجب أن تراعى عند الحديث في أي حكمٍ من أحكام شريعتنا الغرَّاء.

تعريف المعازف:
"المعازف" جمع معزفة، وهي آلات الملاهي ( فتح الباري 10/55 )، وهي الآلة التي يعزف بها ( المجموع 11/577 )، ونقل القرطبي (رحمه الله) عن الجوهري (رحمه الله) أن المعازف الغناء، والذي في صحاحه: آلات اللهو. وقيل: أصوات الملاهي. وفي حواشي الدمياطي (رحمه الله): المعازف بالدفوف وغيرها مما يضرب به ( فتح الباري 10/55 ).

وإليكم أدلة تحريم الموسيقى من الكتاب والسنة والإجماع.

أولًا: أدلة تحريم الموسيقى وآلات الطرب والمعازف من كتاب الله سبحانه وتعالى:-

1- قال تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ" (لقمان: 6). قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما: هو الغناء، وقال مجاهد (رحمه الله): اللهو: الطبل (تفسير الطبري). وقال الحسن البصري (رحمه الله): نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير (تفسير ابن كثير). قال ابن القيم (رحمه الله): ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود، قال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود عن قوله تعالى: { ومن الناس من يشتري لهو الحديث }، فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء - يرددها ثلاث مرات -وصح عن ابن عمر(رضي الله عنهما) أيضا: أنه الغناء (إغاثة اللهفان لابن القيم). وكذلك قال جابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومكحول وميمون بن مهران وعمرو بن شعيب وعلي بن بديمة و غيرهم في تفسير هذه الآية الكريمة. قال الواحدي رحمه الله: وهذه الآية على هذا التفسير تدل على تحريم الغناء (إغاثة اللهفان).
2- قال تعالى: "وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا" (الإسراء: 64). جاء في (تفسير الجلالين (واستفزز: استخف، (صوتك): بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية و هذا أيضا ما ذكره ابن كثير والطبري عن مجاهد، وقال القرطبي في تفسيره: في الآية ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو، وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يستحسنه فواجب التنزه عنه.
3- قال تعالى: "وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا" (الفرقان: 72). ذكر ابن كثير في تفسيره ما جاء عن محمد بن الحنفية أنه قال: الزور هنا الغناء، وجاء عند القرطبي والطبري عن مجاهد في قوله تعالى: }والذين لا يشهدون الزور} قال: لا يسمعون الغناء. وجاء عن الطبري في تفسيره: "قال أبو جعفر: وأصل الزور تحسين الشيء، ووصفه بخلاف صفته، حتى يخيل إلى من يسمعه أو يراه، أنه خلاف ما هو به، والشرك قد يدخل في ذلك لأنه محسن لأهله، حتى قد ظنوا أنه حق وهو باطل، ويدخل فيه الغناء لأنه أيضا مما يحسنه ترجيع الصوت حتى يستحلي سامعه سماعه" (تفسير الطبري). وفي قوله عز وجل: {و إذا مروا باللغو مروا كراما} قال الإمام الطبري في تفسيره: وإذا مروا بالباطل فسمعوه أو رأوه، مروا كراما، مرورهم كراما في بعض ذلك بأن لا يسمعوه، وذلك كالغناء.
4- قال تعالى: "أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ. وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ. وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ" (النجم: 61:59). قال عكرمة (رحمه الله): عن ابن عباس السمود: الغناء في لغة حِميَر، يقال: اسمدي لنا أي غني، وقال رحمه الله: كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا فنزلت هذه الآية، وقال ابن كثير رحمه الله: وقوله تعالى "وأنتم سامدون" قال سفيان الثوري عن أبيه عن ابن عباس قال: الغناء، هي يمانية، اسمد لنا غنِّ لنا، وكذلك قال عكرمة. (تفسير ابن كثير) .

ثانيًا: : أدلة تحريم الموسيقى وآلات الطرب والمعازف من سنة رسول الله (صلي الله عليه وسلم):-

1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحرَ و الحرير و الخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة » (رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91). وقد أقرّ بصحة هذا الحديث أكابر أهل العلم منهم الإمام ابن حبان، والإسماعيلي، وابن صلاح، وابن حجر العسقلاني، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والطحاوي، وابن القيم، والصنعاني، وغيرهم كثير. وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ولم يصنع من قدح في صحة هذا الحديث شيئا كابن حزم نصرة لمذهبه الباطل في إباحة الملاهي، وزعم أنه منقطع لأن البخاري لم يصل سنده به". وقال العلامة ابن صلاح رحمه الله: "ولا التفات إليه (أى ابن حزم) في رده ذلك... وأخطأ في ذلك من وجوه... والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح" (غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب لإمام السفاريني) وفي الحديث دليل على تحريم آلات العزف والطرب من وجهين:
أولاهما قوله صلى الله عليه وسلم: "يستحلون"، فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرمة، فيستحلها أولئك القوم.
ثانيهما: قرن المعازف مع ما تم حرمته وهو الزنا والخمر والحرير، ولو لم تكن محرمة - أى المعازف - لما قرنها معها" (السلسلة الصحيحة للألباني 1/140-141 بتصرف). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فدل هذا الحديث على تحريم المعازف، والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة، وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها".
2- وروى الترمذي في سننه عن جابر رضي الله عنه قال: « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف إلى النخيل، فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه، فوضعه في حجره ففاضت عيناه، فقال عبد الرحمن: أتبكي وأنت تنهى عن البكاء؟ قال: إني لم أنه عن البكاء، وإنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: خمش وجوه وشق جيوب ورنة » (قال الترمذي: هذا الحديث حسن، وحسنه الألباني صحيح الجامع 5194). وقال صلى الله عليه و سلم: « صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة » (إسناده حسن، السلسلة الصحيحة 427).
3- وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف » (صحيح بمجموع طرقه، السلسلة الصحيحة 2203)قال صلى الله عليه وسلم: « إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين، وزادني صلاة الوتر » (صحيح، صحيح الجامع 1708). الكوبة هي الطبل، أما القنين هو الطنبور بالحبشية (غذاء الألباب).

4- وروى أبي داوود في سننه عن نافع أنه قال: « سمع ابن عمر مزمارا، قال: فوضع أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئا؟ قال: فقلت: لا ! قال: فرفع أصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع مثل هذا! فصنع مثل هذا » (حديث صحيح، صحيح أبي داوود 4116 .(
و علق على هذا الحديث الإمام القرطبي قائلا: "قال علماؤنا: إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال، فكيف بغناء أهل هذا الزمان وزمرهم؟!) "الجامع لأحكام القرآن للقرطبي). وأقول: إن كان هذا هو قول الإمام القرطبي، فكيف بغناء أهل هذا الزمان؟!
5- عن أبي أمامة (رضي الله عنه) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تبيعوا القينات، ولا تشتروهن ولا تعلموهن، ولا خير في تجارة فيهن، وثمنهن حرام، في مثل هذا أنزلت هذه الآية: "ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله" حسن .والقينات أي المغنيات.

6- قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): يمسخ قوم من أمتي في آخر الزمان قردة وخنازير، قيل: يا رسول الله ويشهدون أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ويصومون؟ قال: نعم. قيل: فما بالهم يا رسول الله؟ قال: يتخذون المعازف والقينات والدفوف ويشربون الأشربة فباتوا على شربهم ولهوهم، فأصبحوا وقد مسخوا قردة وخنازير.
الراوي: أبو هريرة المحدث: القرطبي المفسر - المصدر: التذكرة للقرطبي - الصفحة أو الرقم: 645
خلاصة حكم المحدث: [صحيح [

7- قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها, وتضرب على رؤوسهم المعازف يخسف الله بهم الأرض, ويجعل منهم قردة خنازير.
الراوي: أبو مالك الأشعري المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تغليق التعليق - الصفحة أو الرقم: 5/21
خلاصة حكم المحدث: صحيح.

8- قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): ليشربن أناس من أمتي الخمر، تروح عليهم القيان وتغدو عليهم المعازف.
الراوي: - المحدث: الشوكاني - المصدر: الفتح الرباني - الصفحة أو الرقم: 10/5217
خلاصة حكم المحدث: ثابت.

9- قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): سيكون في آخر الزمان خسف و قذف و مسخ ، إذا ظهرت المعازف و القينات ، و استحلت الخمر
الراوي: سهل بن سعد و أبو سعيد الخدري و عمران بن حصين المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3665
خلاصة حكم المحدث: صحيح.

ثالثًا: أدلة تحريم الموسيقى وآلات الطرب والمعازف من الإجماع:-

نقل الاتفاق على تحريم استماع المعازف جميعها إلا الدف، وممن حكى الإجماع على ذلك القرطبي وأبو الطيب الطبري وابن الصلاح، وابن القيم، وابن رجب الحنبلي، وابن حجر الهيتمي. قال القرطبي رحمه الله: أما المزامير والأوتار والكوبة فلا يختلف في تحريم استماعها، ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك. وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور والفسق، ومهيج الشهوات والفساد والمجون، وما كان كذلك لم يشك في تحريمه، ولا تفسيق فاعله وتأثيمه. انتهى. نقلا عن " الزواجر عن اقتراف الكبائر" لابن حجر الهيتمي: الكبيرة السادسة والسابعة والثامنة والتاسعة والأربعون والخمسون والحادية والخمسون بعد الأربعمائة: ضرب وتر واستماعه، وزمر بمزمار واستماعه، وضرب بكوبة واستماعه. قال شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله، ردا على ابن مطهر الشيعي في نسبته إلى أهل السنة إباحة الملاهي: قال: هذا من الكذب على الأئمة الأربعة، فإنهم متفقون على تحريم المعازف التي هي آلات اللهو، كالعود ونحوه، ولو أتلفها متلف عندهم لم يضمن صورة التالف، بل يحرم عندهم اتخاذها. اهـ. وقال ابن الصلاح في الفتاوى: وأما إباحة هذا السماع وتحليله، فليعلم أن الدف والشبابة والغناء إذا اجتمعت، فاستماع ذلك حرام عند أئمة المذاهب وغيرهم من علماء المسلمين، ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح هذا السماع. إلى أن قال: فإذا هذا السماع غير مباح بإجماع أهل الحل والعقد من المسلمين.

_ ومن أقوال أئمة الإسلام في تحريم الموسيقى وآلات الطرب والمعازف:-

*- قال القاسم (رحمه الله): الغناء من الباطل، والباطل في النَّار. وقال الحسن (رحمه الله): إن كان في الوليمة لهو، فلا دعوة لهم. (الجامع للقيرواني ص 262-263).
*- قال شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله): (مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام، ثبت في صحيح البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه سيكون من أمته من يستحل الحر والحرير والخمر والمعازف، وذكر أنهم يمسخون قردة وخنازير، ... ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا ). (المجموع 11/576 )، قال الألباني (رحمه الله): اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها. (السلسلة الصحيحة 1/145 ).
*- قال ابن القيم (رحمه الله): (مذهب أبي حنيفة في ذلك من أشد المذاهب، وقوله فيه من أغلظ الأقوال، وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف، حتى الضرب بالقضيب، وصرحوا بأنه معصية يوجب الفسق وترد بها الشهادة، وأبلغ من ذلك أنهم قالوا: أن السماع فسق والتلذذ به كفر، هذا لفظهم، ورووا في ذلك حديثا لا يصح رفعه، قالوا: ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره، وقال أبو يوسف في دار يسمع منها صوت المعازف والملاهي: ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض، فلو لم يجز الدخول بغير إذن لامتنع الناس من إقامة الفرض) (إغاثة اللهفان 1/425).
*- وسئل الإمام مالك (رحمه الله) عن ضرب الطبل والمزمار، ينالك سماعه وتجد له لذة في طريق أو مجلس ؟ قال: فليقم إذا التذ لذلك، إلا أن يكون جلس لحاجة، أو لا يقدر أن يقوم، وأما الطريق فليرجع أو يتقدم. ( الجامع للقيرواني 262 )، وقال (رحمه الله): إنما يفعله عندنا الفساق ( تفسير القرطبي 14/55 )، قال ابن عبد البر (رحمه الله): من المكاسب المجمع على تحريمها الربا ومهور البغايا والسحت والرشا وأخذا الأجرة على النياحة والغناء وعلى الكهانة وادعاء الغيب وأخبار السماء وعلى الزمر واللعب الباطل كله .( (الكافي في فقه أهل المدينة).
*- قال ابن القيم (رحمه الله) في بيان مذهب الإمام الشافعي (رحمه الله): (وصرح أصحابه العارفون بمذهبه بتحريمه وأنكروا على من نسب إليه حله) ( إغاثة اللهفان 1/425 )، وقد عد صاحب كفاية الأخبار من الشافعية، الملاهي من زمر وغيره منكرا، ويجب على من حضر إنكاره، وقال: (ولا يسقط عنه الإنكار بحضور فقهاء السوء، فإنهم مفسدون للشريعة، ولا بفقراء الرجس - يقصد الصوفية لأنهم يسمون أنفسهم بالفقراء - فإنهم جهلة أتباع كل ناعق، لا يهتدون بنور العلم ويميلون مع كل ريح) ( كفاية الأخيار 2/128).
*- قال ابن القيم (رحمه الله): (وأما مذهب الإمام أحمد فقال عبد الله ابنه: سألت أبي عن الغناء فقال: الغناء ينبت النفاق بالقلب، لا يعجبني، ثم ذكر قول مالك: إنما يفعله عندنا الفساق) ( إغاثة اللهفان )، وقال ابن قدامة - محقق المذهب الحنبلي - رحمه الله: (الملاهي ثلاثة أضرب؛ محرم، وهو ضرب الأوتار والنايات والمزامير كلها، والعود والطنبور والمعزفة والرباب ونحوها، فمن أدام استماعها ردت شهادته) ( المغني 10/173 )، وقال رحمه الله: ( وإذا دعي إلى وليمة فيها منكر، كالخمر والزمر، فأمكنه الإنكار، حضر وأنكر، لأنه يجمع بين واجبين، وإن لم يمكنه لا يحضر ) ( الكافي 3/118 ).
*- قال الطبري (رحمه الله): (فقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء والمنع منه وإنما فارق الجماعة إبراهيم بن سعد وعبيد الله العنبري، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليك بالسواد الأعظم"، ومن فارق الجماعة مات ميتة جاهلية" ( تفسير القرطبي 14/56 ). وقد كان لفظ الكراهة يستخدم لمعنى الحرمة في القرون المتقدمة ثم غلب عليه معنى التنزيه، ويحمل هذا على التحريم لقوله: والمنع منه، فإنه لا يمنع عن أمر غير محرم، ولذكره الحديثين وفيهما الزجر الشديد، والقرطبي (رحمه الله) هو الذي نقل هذا الأثر، وهو القائل بعد هذا: ( قال ابو الفرج وقال القفال من أصحابنا: لا تقبل شهادة المغني والرقاص، قلت: وإذا ثبت أن هذا الأمر لا يجوز فأخذ الأجرة عليه لا تجوز)، قال الشيخ الفوزان (حفظه الله): ( ما أباحه ابراهيم بن سعد وعبيد الله العنبري من الغناء ليس هو كالغناء المعهود ... فحاشا هذين المذكورين أن يبيحا مثل هذا الغناء الذي هو غاية في الانحطاط ومنتى الرذالة .(
*- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله): ( لا يجوز صنع آلات الملاهي ) ( المجموع 22/140 )، وقال (رحمه الله): ( آلات الملاهي، مثل الطنبور، يجوز إتلافها عند أكثر الفقهاء، وهو مذهب مالك وأشهر الروايتين عند أحمد) ( المجموع 28/113 )، وقال: ( الوجه السادس: أنه ذكر ابن المنذر اتفاق العلماء على المنع من إجارة الغناء والنوح فقال: أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على إبطال النائحة والمغنية، كره ذلك الشعبي والنخعي ومالك وقال أبو ثور والنعمان - أبو حنيفة رحمه الله - ويعقوب ومحمد - تلميذي أبي حنيفة رحمهم الله: لا تجوز الإجارة على شيء من الغناء والنوح وبه نقول) وقال: ( والمعازف خمر النفوس، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميا الكؤوس) ( مجموع الفتاوى 10/417).
*- وأخرج ابن أبي شيبة (رحمه الله): أن رجلا كسر طنبورا لرجل، فخاصمه إلى شريح فلم يضمنه شيئا - أي لم يوجب عليه القيمة لأنه محرم لا قيمة له) .المصنف 5/395 .(
*- وأفتى البغوي (رحمه الله) بتحريم بيع جميع آلات اللهو والباطل مثل الطنبور والمزمار والمعازف كلها، ثم قال: ( فإذا طمست الصور، وغيرت آلات اللهو عن حالتها، فيجوز بيع جواهرها وأصولها، فضة كانت أو حديد أو خشبا أو غيرها) ( شرح السنة 8/28).

_ استثناء حق:
ويستثنى من ذلك الدف - بغير خلخال - في الأعياد والنكاح للنساء، وقد دلت عليه الأدلة الصحيحة، قال شيخ الإسلام (رحمه الله): (ولكن رخص النبي _صلى الله عليه وسلم_ في أنواع من اللهو في العرس ونحوه كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح، وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد على عهده يضرب بدف ولا يصفق بكف، بل ثبت عنه في الصحيح أنه قال: "التصفيق للنساء والتسبيح للرجال، ولعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء"، ولما كان الغناء والضرب بالدف من عمل النساء كان السلف يسمون من يفعل ذلك من الرجال مخنثا ، ويسمون الرجال المغنين مخانيث - ما أكثرهم في هذا الزمان - وهذا مشهور في كلامهم، ومن هذا الباب حديث عائشة (رضي الله عنها) لما دخل عليها أبوها (رضي الله عنه) في أيام العيد وعندها جاريتان - أي صغيرتان - تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث - ولعل العاقل يدرك ما يقوله الناس في الحرب - فقال أبو بكر رضي الله عنه: " أبمزمار الشيطان في بيت رسول الله _صلى الله عليه وسلم_" وكان رسول الله معرضا بوجهه عنهما مقبلًا بوجهه الكريم إلى الحائط - ولذلك قال بعض العلماء أن أبا بكر (رضي الله عنه) ما كان ليزجر أحدًا أو ينكر عليه بين يدي رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، ولكنه ظن أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ غير منتبه لما يحصل والله أعلم - فقال: " دعهما يا أبا بكر فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا أهل الإسلام" ففي هذا الحديث بيان أن هذا لم يكن من عادة النبي _صلى الله عليه وسلم_ وأصحابه الاجتماع عليه، ولهذا سماه الصديق مزمار الشيطان - فالنبي _صلى الله عليه وسلم_ أقر هذه التسمية ولم يبطلها حيث أنه قال " دعهما فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا"، فأشار ذلك أن السبب في إباحته هو كون الوقت عيدا، فيفهم من ذلك أن التحريم باق في غير العيد إلا ما استثني من عرس في أحاديث أخرى، وقد فصل ذلك الشيخ الألباني (رحمه الله) في كتابه النفيس تحريم آلات الطرب، والنبي _صلى الله عليه وسلم_ أقر الجواري في الأعياد كما في الحديث: " ليعلم المشركون أن في ديننا فسحة"، وليس في حديث الجاريتين أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ استمع إلى ذلك، والأمر والنهي إنما يتعلق بالاستماع لا بمجرد السماع كما في الرؤية فإنه إنما يتعلق بقصد الرؤية لا بما يحصل منها بغير الاختيار)، فتبين أنه للنساء فقط، حتى أن الإمام أبا عبيد رحمه الله، عرف الدف قائلًا: فهو الذي يضرب به النساء. ( غريب الحديث 3/64 ).

_ شبهات وردود:
1-استثنى بعضهم الطبل في الحرب، وألحق به بعض المعاصرين الموسيقى العسكرية، ولا وجه لذلك البتة، لأمور؛ أولها: أنه تخصيص لأحاديث التحريم بلا مخصص، سوى مجرد الرأي والاستحسان وهو باطل، ثانيهما: أن المفترض على المسلمين في حالة الحرب، أن يقبلوا بقلوبهم على ربهم، قال تعالى: " يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم " واستعمال الموسيقى يفسد عليهم ذلك، ويصرفهم عن ذكر ربهم، ثالثا : أن استعمالها من عادة الكفار، فلا يجوز التشبه بهم، لاسيما في ما حرمه الله تبارك تعالى علينا تحريما عاما كالموسيقى. (السلسلة الصحيحة 1/145 ).
2-استدل بعضهم بحديث لعب الحبشة في مسجده (صلى الله عليه وسلم) في إباحة الغناء! ترجم البخاري (رحمه الله) على هذا الحديث في صحيحه: ( باب الحراب والدرق يوم العيد )، قال النووي (رحمه الله): فيه جواز اللعب بالسلاح ونحوه من آلات الحرب في المسجد، ويلتحق به ما في معناه من الأسباب المعينة على الجهاد. ( شرح صحيح مسلم )، ولكن كما قال الحافظ ابن حجر (رحمه الله): من تكلم في غير فنه أتى بمثل هذه العجائب .
3-واستدل بعضهم بحديث غناء الجاريتين، وقد سبق الكلام عليه، لكن نسوق كلام ابن القيم (رحمه الله) لأنه قيم: (وأعجب من هذا استدلالكم على إباحة السماع المركب مما ذكرنا من الهيئة الاجتماعية بغناء بنتين صغيرتين دون البلوغ عند امرأة صبية في يوم عيد وفرح بأبيات من أبيات العرب في وصف الشجاعة والحروب ومكارم الأخلاق والشيم، فأين هذا من هذا، والعجيب أن هذا الحديث من أكبر الحجج عليهم، فإن الصديق الأكبر (رضي الله عنه) سمى ذلك مزمورًا من مزامير الشيطان، وأقره رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على هذه التسمية، ورخص فيه لجويريتين غير مكلفتين ولا مفسدة في إنشادهما ولاستماعهما، أفيدل هذا على إباحة ما تعملونه وتعلمونه من السماع المشتمل على ما لا يخفى؟! فسبحان الله كيف ضلت العقول والأفهام ) ( مدارج السالكين 1/493 )، وقال ابن الجوزي (رحمه الله): وقد كانت عائشة (رضي الله عنها) صغيرة في ذلك الوقت، و لم ينقل عنها بعد بلوغها وتحصيلها إلا ذم الغناء، قد كان ابن أخيها القاسم بن محمد يذم الغناء ويمنع من سماعه وقد أخذ العلم عنها. ( تلبيس إبليس 229 ). وقال الحافظ ابن حجر (رحمه الله): (واستدل جماعة من الصوفية بحديث الباب - حديث الجاريتين - على إباحة الغناء وسماعه بآلة وبغير آلة، ويكفي في رد ذلك تصريح عائشة في الحديث الذي في الباب بعده بقولها" وليستا بمغنيتين"، فنفت عنهما بطريق المعنى ما أثبته لهما باللفظ ... فيقتصر على ما ورد فيه النص وقتًا وكيفيةً تقليلًا لمخالفة الأصل - أي الحديث - والله أعلم ) (فتح الباري 2/442-443 .(
4- وقد تجرأ البعض بنسبة سماع الغناء إلى الصحابة والتابعين، وأنهم لم يروا به بأسا !!
قال الفوزان (حفظه الله): (نحن نطالبه بإبراز الأسانيد الصحيحة إلى هؤلاء الصحابة والتابعين بإثبات ما نسبه إليهم)، ثم قال: ( ذكر الإمام مسلم في مقدمة صحيحه عن عبد الله بن المبارك أنه قال: الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ).
5- وقال بعضهم أن جميع الأحاديث التي تحرم الغناء مثخنة بالجراح، لم يسلم منها حديث من طعن عند فقهاء الحديث وعلمائه !! قال ابن باز (رحمه الله): (إن الأحاديث الواردة في تحريم الغناء ليست مثخنة بالجراح كما زعمت، بل منها ما هو في صحيح البخاري الذي هو أصح كتاب بعد كتاب الله، ومنها الحسن ومنها الضعيف، وهي على كثرتها وتعدد مخارجها حجة ظاهرة وبرهان قاطع على تحريم الغناء والملاهي).
(وقد اتفق الأئمة على صحة أحاديث تحريم الغناء والمعازف إلا أبو حامد الغزالي، والغزالي ما عرف علم الحديث، وابن حزم، وبين الألباني (رحمه الله) خطأه أوضح بيان، وابن حزم نفسه قال: أنه لو صح منها شيء لقال به، ولكن مَنْ في هذا الزمن ثبتت لديهم صحة ذلك لما تكاثر من كتب أهل العلم، وما تواتر عنهم من تصحيح هذه الأحاديث، ولكنهم أعرضوا عنه، فهم أشد من ابن حزم بكثير وليسوا مثله، فهم ليسوا متأهلين ولا رجعوا لهم).
6- وقال بعضهم أن الغناء حرمه العلماء لأنه اقترن بمجالس الخمر والسهر الحرام !
قال الشوكاني (رحمه الله): (ويجاب بأن الاقتران لا يدل على أن المحرم هو الجمع فقط وإلا لزم أن الزنا المصرح به في الأحاديث لا يحرم إلا عند شرب الخمر واستعمال المعازف، واللازم باطل بالإجماع فالملزوم مثله. وأيضا يلزم مثل قوله تعالى: " إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين" أنه لا يحرم عدم الإيمان بالله إلا عند عدم الحض على طعام المسكين، فإن قيل إن تحريم مثل هذه الأمور المذكورة في الإلزام قد علم من دليل آخر، فيجاب بأن تحريم المعازف قد علم من دليل آخر أيضا كما سلف). ( نيل الأوطار 8/107).
7-وقال بعضهم أن لهو الحديث ليس المقصود به الغناء، وقد سبق الرد على ذلك، قال القرطبي رحمه الله: (هذا - أي القول بأنه الغناء - أعلى ما قيل في هذه الآية وحلف على ذلك ابن مسعود بالله الذي لا إله إلا هو ثلاث مرات أنه الغناء) ثم ذكر من قال بهذا من الأئمة، وذكر الأقوال الأخرى في ذلك ثم قال (القول الأول أولى ما قيل في هذا الباب للحديث المرفوع وقول الصحابة والتابعين فيه) ( تفسير القرطبي )، وقال ابن القيم (رحمه الله) بعد أن ذكر هذا التفسير: (قال الحاكم أبو عبد الله في التفسير من كتاب المستدرك: ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل عند الشيخين حديث مسند) وقال في موضع آخر من كتابه: (هو عندنا كحكم المرفوع، وهذا وإن كان فيه نظر فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير من بعدهم، فهم أعلم الأمة بمراد الله عز وجل في كتابه، فعليهم نزل وهم أول من خوطب به من الأمة، وقد شاهدوا التفسير من الرسول (صلى الله عليه وسلم) علمًا وعملًا، وهم العرب الفصحاء على الحقيقة، فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيلا ) ( إغاثة اللهفان(.
8- وقال بعضهم أن الغناء طاعة إذا كان المقصود به التقوي على طاعة الله !!!
قال ابن القيم (رحمه الله): ( ويا للعجب، إي إيمان ونور وبصيرة وهدى ومعرفة تحصل باستماع أبيات بألحان وتوقيعات لعل أكثرها قيلت فيما هو محرم يبغضه الله ورسوله ويعاقب عليه، ... فكيف يقع لمن له أدنى بصيرة وحياة قلب أن يتقرب إلى الله ويزداد إيمانا وقربا منه وكرامة عليه بالتذاذه بما هو بغيض إليه مقيت عنده يمقت قائله و الراضي به) ( مدارج السالكين 1/485 ). قال شيخ الإسلام في بيان حال من اعتاد سمعه الغناء: (ولهذا يوجد من اعتاده واغتذى به لا يحن على سماع القرآن، ولا يفرح به، ولا يجد في سماع الآيات كما يجد في سماع الأبيات، بل إذا سمعوا القرآن سمعوه بقلوب لاهية وألسن لاغية، وإذا سمعوا المكاء والتصدية خشعت الأصوات وسكنت الحركات وأصغت القلوب) ( مجموع الفتاوى 11/557 وما بعده ) .
9- ويروج بعضهم للموسيقى والمعازف بأنها ترقق القلوب والشعور، وتنمي العاطفة، وهذا ليس صحيحا، فهي مثيرات للشهوات والأهواء، ولو كانت تفعل ما قالوا لرققت قلوب الموسيقيين وهذبت أخلاقهم، وأكثرهم ممن نعلم انحرافهم وسوء سلوكهم .
10- استدل بعضهم بإباحة ابن حزم لهذه المعازف، وهذا الاستدلال باطلٌ من وجوه أولها: أن قول ابن حزم مصادم للأدلة الصحيحة التي سبقت من الكتاب والسنة والإجماع، فلا يعتد بقوله إذا صادم هذه الأدلة، وثانيها: أن ابن حزم نفسه قال: إن صح دليل عندي بحرمتها لقلت بحرمتها، ومعلوم أن ابن حزم كان ضعيفًا في علم الحديث ولم يكن عالمًا به، وقد صحت الأدلة على حرمتها فمن حسن الظن بابن حزم (رحمه الله): أنه كان سيحرمها إن صح الدليل عنده كما قال، فما العبرة بعد ذلك بكلام ابن حزم أخي في الله؟! وللاستزادة يرجى مراجعة كتاب شيخنا الحبيب ناصر السُّنَّة الألباني (تحريم آلات الطرب).

_خاتمة البحث:
مما سبق يتضح أن المعازف وكل آلات الطرب لا يجوز استعمالها ولا بيعها ولا الاستماع لها، ويستثني من ذلك الدف للنساء فقط بلا خلخال في الأعيادة والأفراح، شريطة أن يكون الكلام حسن ويدعو إلي الفضيلة.
أما إذا كان الغناء بدون آلة، فهذا نوعان:

الأول: أن يكون من امرأة لرجال، فلا شك في تحريمه ومنعه، كما منعتها الشريعة من الأذان للرجال، ورفع الصوت بالقراءة في حضورهم فإن غنت لنساء، بكلام حسن، في مناسبة تدعو إلى ذلك كعرس ونحوه جاز ذلك.
الثاني: أن يكون الغناء من رجل: فينظر في نوع الكلام، فإن كان بكلام حسن يدعو إلى الفضيلة والخير فقد أباحه جماعة من العلماء، وكرهه آخرون، لا سيما إن كان بأجرة، والصحيح جواز النافع من الشعر والحداء، مع عدم الإكثار منه، وإن كان بكلام قبيح يدعو إلى الرذيلة، ويرغب في المنكر، ويصف النساء أو الخمر ونحو ذلك فهو محرم كما لا يخفى.
ولعله قد تبين من هذا العرض - للمنصفين - أن القول بالإباحة ليس قولا معتبرا، وأنه ليس في هذه المسألة قولان، فتجب النصيحة بالحسنى ثم يتدرج في الإنكار لمن استطاع، ولا تغتر بشهرة رجل في زمن أصبح أهل الدين فيه غرباء، فإن من يقول بإباحة الغناء وآلات الطرب، إنما ينصر هوى الناس اليوم - وكأن العوام يفتون وهو يوقع ! -، فإنهم إذا عرضت لهم مسألة نظروا في أقوال العلماء فيها، ثم أخذوا الأيسر - زعموا - ثم يبحثون عن أدلة، بل شبهات تتأرجح بين الموقوذة والمتردية والنطيحة! فكم شرع أمثال هؤلاء للناس بهذا التمويه أمورا باسم الشريعة الإسلامية يبرأ الإسلام منها.
فاحرص أخي أن تعرف إسلامك من كتاب ربك وسنة نبيك، ولا تقل: قال فلان؛ فإن الحق لا يعرف بالرجال، بل اعرف الحق تعرف الرجال، ولعل في هذا القدر كفاية لمن نبذ هواه وخضع لمولاه، ولعل ما سبق يشفي صدور قوم مؤمنين، ويطير وسواس قوم موسوسين، ويفضح كل معرض عن الوحي، متتبع للرخص، ظن أنه أتى بما لم يأت به الأوائل فتقول على الله بغير علم، وطلب الخروج من الفسق فوقع في البدعة - لا بارك الله فيه -، وقد كان خيرا له سبيل المؤمنين.

والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على رسوله الذي وضح سبيل المؤمنين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جمع وترتيب/ حفيد الصحابة (أبو حفصٍ السلفي) "علي منصور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
انين الروح
الاداره
الاداره
انين الروح


المعازف (الموسيقى) والغناء في ميزان الشريعة. C13e6510
مصر
عدد المساهمات : 363
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 04/05/2011
الأوسمة : المعازف (الموسيقى) والغناء في ميزان الشريعة. 9lx00983

المعازف (الموسيقى) والغناء في ميزان الشريعة. Empty
مُساهمةموضوع: رد: المعازف (الموسيقى) والغناء في ميزان الشريعة.   المعازف (الموسيقى) والغناء في ميزان الشريعة. I_icon10الإثنين مايو 16, 2011 12:54 pm

طرحت فأبدعت
الله لايحرمك الأجر ولا يحرمنا منك
جزاك الله خير ..
وأجزل لك المثوبة والأجر
لاننحرم جديدك
تحيــــــــــــــــــاااااتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المعازف (الموسيقى) والغناء في ميزان الشريعة.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حكم سماع الموسيقى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۩۞۩ روضة الجنه ۩۞۩ :: ۩۞۩ الاقسام الاسلامية ۩۞۩ :: فتاوى اسلامية-
انتقل الى:  

جميع الحقوق محفوظة لـمنتدى ۩۞۩ روضة الجنه ۩۞۩
 Powered by ®https://rowdaelgana.hooxs.com
حقوق الطبع والنشر©2013 - 2012
متطلبات الموقع