في مقام الحزن أقمت

في مقام الحزن أقمت

أقمت العمر ورثت الحزن
حين كنت نطفة في قرار مكين

أغرقت دموع أمي جسدي الصغير

وأنا بعد في الرحم اتقلب في الاطوار

سمعت أناتها وزفراتها وهي تكلم الجنين

تحكي وتحكي

وتشتكي الي الله

الهجر والغدر

وسمعت بكائها وأورثتني حزن دفين

داريت حزني طفلة

ووجدت الحنان مع عصافير اطاردها

وأشكو للسحابات

والي البحر

كم حاورت البحر

وكم حن وعطف وأغدق

وكم راقبت عصفورة من شباكي تبني العش للصغار

في صبر ودأب

وصاحبت المطر والرعد

ولذت بشرنقتي عمرا

اتأمل غدر الاحباب للاحباب

وظلم العباد

وتذكرت الحبيب اليتيم

ومأواه في غار حراء يتعبد وينظر الي السماوات

متأملا

وتعلمت أن اكتب حزني علي كراساتي والجدران

وصادقت الفرشاة والألوان

وأصبح الحزن مآاوي وديدني

وأغدقت علي البشر حولي نفسي وقلبي وعطائاتي

بلا حد ولا حدود

اغدقت الحنان والحب

واصبح الحب هو دستوري وقانوني

أحببت الحب وحالاته

حب الاوطان والقيم

وأحببت أمي وحزنها وجدتي والجيران

وأفراخ تربيها

وأصبح الحب هو عالمي ودنياي

وأنا اعيشه حالة لاأشخاص

انما هو الحب

أغدق فيه ما استطعت ولاينضب معيني

وتوالت السنون والأيام

وتقلبت بين غدر وهجر ومغادرة الاحباب

وتوالت السنون بين وهم وتوهم

وحب متخيل

وقلبي يغدق ويعطي ولايبقي

وجروح نافذات في القلب ةلاأتوقف عن الحب

أموت بلا حب متوهم او حقيقي

وفي لحظات كهذه

أتذكر الاحداث

كل كنت أنا

وتتوالي الصور

وأيام العمر في يوم كهذا اليوم

حين أتيت بلا ارادة

انما أتيت

أحبك أمي أحبك جدتي

أحب عصافيري وجيراني

وأقلامي وأوراقي وفرشاتي ولوحات رسمتها

أحبك سحاباتي ونجومي

احبك يابحر

أحبك ياوطني

وأحبك ياحب

وأحبك يا الله

يامن أوجدتني من عدم وآتيت بي لاحب وأري وأعاني

وأحبك يارسول الله ياقدوتي ونبراسي ومعلمي ومرشدي

وأحب كل البشر

حتي من ظلموني وطعنوني

وأحب كل خنجر مسموم غرزتموه في خاصرتي

فتعلمت منه ان أعفو وأصفح عن قاتلي

وبابك يا الله

هو ملاذي وملجأي

واشهد ياحبيبي أني قد عفوت عمن هجرني

وعمن ذبحني وقتلني بلا ذنب ولا جريرة

وكل أملي ياحبيبي أن أري وجهك الكريم

ولا تقل لي كما قلت لموسي لن تري

وأرنا وجه حبيبك محمدا

ولك ياأمي كل حبي ودعواتي

جمل الله قلبك بنور الَإيمآن
ومتعك بروعة الجنآن
وكتب لك الَأجر والثوآب
لك جزيِل الشكر وخآلص الدعآء باالتوفيق

» مقام ابراهيم عليه السلام بالصور
» مقام الأم مقدَّس ومقام الأب عظيم!
» غارقون في بحر الحزن
» حوار بين الحزن والحب
» بيت لم يعرف الحزن ......قصة وحكمة