أطفالنا بهجة حياتنا ومستقبل أمتنا بسم الله الرحمن الرحيم
أطفلنا
فلذت أكبادنا أمالنا كلها متعلقه بهم فكلما أنبتنهم منبت صحيح وغرسنا في
قلوبهم من قيم وأخلاقيات فنحن المنتفع والمتضرر الوحيد في هذه الحاله
فكلاما أحسنا سقلهم وتربيتهم نلنا المنى وجهزنا مواطنا صالح سوي يخدم دينه
ووطنه في شتا المجالات فهنياء ليد أخرجته
وكلما اسئنا وتهوانا في تربيتهم ننال من ورائهم ألام كثيره لاتعد ولاتحصى
أقصاها العقوق ونساعد في نشئ جيل فاسد يجلب الخزي والعار لذويه ويضر دينه
ووطنه فمتى نحس بمسؤليتنا تجاههم وأنهم هم فرحت حيتنا ومستقبل أمتنا
بعد هذه المقدمة الطويلة سأبدأ بذكر خطوات عملية في التربية .أقتبسته من مقال لدكتوره(ندى مصطفى الكيلانى)
أولاً : تهيئة الأجواء
إن الإستعداد قبل تنفيذ أي مشروع وذلك بالقيام ببعض الأعمال التمهيدية ،
يجعل تنفيذه أسهل ويضمن له نسبة عالية من النجاح .
مثلاً :
- قبل الخروج في نزهة ، نجهز كل مانعتقد أننا سنحتاجه في نزهتنا كالبساط أو الكراسي ،
والطعام ، وملابس احتياطية للأطفال ، وأدوات للعب والتسلية . والنزهة التي يتم التحضير لها بشكل جيد ،
تكون عادة ممتعة وناجحة .
- قبل استقبال ضيوف في المنزل ، ننظف البيت ونرتبه ، ونحضر الضيافة ، ونرتدي ملابس أنيقة .
هذه الإستعدادات تعطي الضيوف إنطباعاً جيداً ، وتشعرنا بالإرتياح النفسي .
- قبل البدء بالمذاكرة ، نجهز كتبنا ودفاترنا ، ونهيئ لأنفسنا جواً هادئاً .
وهذا يساعدنا على التركيز وحسن استغلال الوقت .
وفي المقابل ، نزهة بدون تحضير ، أو زيارة بدون استعداد ، أو مذاكرة بدون تجهيز ،
ستنتهي بالكثير من الإحباط .
في مشروعنا هذا ، تهيئة الأجواء ،
هي بناء علاقة متميزة تفيض حباً وحناناً وتمتلئ بالثقة والتقدير والإحترام بيننا وبين أولادنا ،
والركن الركين لهذا البناء هو العمل على تجديد المودة معهم .
وسبب الحاجة لهذه التهيئة ، أنه في كثير من البيوت ، يحكم علاقة الأبناء بالوالدين نوع من النفور ،
فيصبح كل ما يقوله الأبوان مملاً ومضجراً ، بل وحتى مرفوضاً من قبل الأبناء ،
وهذا بدوره يجعل الإصلاح عسيرأ وربما مستحيلاً بدون التحضير الذي نوهت إليه آنفاً .
**تجديد المودة :
إن الحدائق الغنَّاء إذا فقدت الماء تتحول إلى صحراء جرداء عصِيَّة على الزراعة والإنبات ،
ولايمكنها أن تستعيد أشجارها وأزهارها ونضرتها إلاّ بعودة مصادر الماء إليها لترويها وتنعشها .
والحب للطفل كالماء ، يروي نفسه وينعشها ، فإذا فُقِدَ من حياته ،
أُصيبت نفسيته بالتصحر وتحولت إلى ما يشبه الأرض القاحلة ،
فيستعصي على الوالدين ويصبح التعامل معه عسيراً شاقّاً .
وكما ينزل الماء على الأرض الجافة المتشققة فيحييها ،
ينزل الحب على نفس الطفل الحزينة القلقة فيعيد إليها رونقها وبهاءها .
وإليكم بعض الأفكار :
- الحرص على قول كلمة ” أحبك ” للطفل بشكل متكرر ،
مع النظر إليه بكثير من الحنان .
- معانقة الطفل وتقبيله .
- المزاح اللطيف الذي يشعره بمقدار حبنا له
- تأكيد حبنا للطفل في حالات الغضب .
- جلسات هادئة مع الأطفال الكبار أو المراهقين تتنوع فيها الأحاديث
وتتقارب النفوس وتنجلي القلوب ويزول مافيها من جفوة ونفور .
ولأن لكل بيت مميزاته ، ولكل طفل شخصيته ، فأنا على ثقة أنكم وببذل بعض الجهد
ستتمكنون من ابتكار وسائلكم الخاصة للتعبير عن محبتكم لأطفالكم .
أرجو أن تتذكروا أن التعبير عن الحب لا يعني ترك الحبل على الغارب للأطفال ،
بل يعني أن أننا إذا قررنا أن نمنع طفلنا من أمر ما لأنه ليس في صالحه
ورأيناه يبكي بحرقة فلانتركه ونتجاهل مشاعره ، بل نقبل عليه ونضمه
بحنان ونخبره أننا نحبه ويعز علينا أن نراه باكياً ولكننا لانستطيع ان نسمح له بهذا الأمر ،
ونستمر في ملاطفته حتى يهدأ دون ان نتراجع عن القرار الذي نعلم أنه لصالحه .
وهكذا يتعلم الطفل أن الحب لايعني أن نعطيه كل مايريده ، وأن هناك حدوداً لابد أن يلتزم بها ،
وأننا نقدر مشاعره ونهتم بها فلا تمتليء نفسه بالغضب والسخط على أهله
وعلى الضوابط التي لابد من الإلتزام بها في التربية
. بكل بساطة يخرج الطفل من هذه التجربة محباً لأهله ومقدراً لنفسه .
** توفير الأمان النفسي :
يجب أن يكون الجو العام في البيت مريحاً ،
فلا يكون الخوف هو العامل المسيطر على العلاقة بين الأهل والأبناء .
إن العصبية الشديدة وسرعة الغضب والصراخ والمسارعة إلى إنزال العقوبات البدنية
تخلق في البيت جواً من الرعب .
و في جو الرعب ، مهما تحدث الأب أو الأم فلن يتلقى الأبناء ذلك بصورة ايجابية
لأنهم أصلاً خائفون من الجلسة ولأنهم لا يجرؤون على السؤال أو الإعتراض .
إذا كان أحد الوالدين عصبي المزاج وخاصة الأب ،
فلا بد أن يترك للأم فرصة للتوسط لإحداث حالة من التوازن في البيت .
إن البيت الوحيد القطب ( لاسيما إذا كان هذا القطب عصبياً سريع الغضب )،
الذي لاتجرؤ فيه الأم على على التدخل كالعالم الوحيد القطب الذي نعيش فيه الآن
والذي تحكمه الولايات المتحدة الأمريكية .
ألا ترون معي مقدار الخراب الذي حل بالعالم كله نتيجة هذه الحالة ؟
إقرأوا معي هذا الحديث لتروا كيف كان رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم
يتقبل مراجعة زوجاته رضي الله عنهن في الأمور ،
وهو أفضل الخلق وأشرفهم وأرجحهم عقلاً وحكمة وأكملهم خُلُقاً .
قال عمر رضي الله عنه :
والله ! إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرا .
حتى أنزل الله تعالى فيهن ما أنزل . وقسم لهن ما قسم .
قال : فبينما أنا في أمر أأتمره ، إذ قالت لي امرأتي :
لو صنعت كذا وكذا ! فقلت لها : وما لك أنت ولما ههنا ؟
وما تكلفك في أمر أريده ؟ فقالت لي : عجبا لك ، يا ابن الخطاب !
ما تريد أن تراجع أنت ، وإن ابنتك لتراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى يظل يومه غضبان . قال عمر : فآخذ ردائي ثم أخرج مكاني .
حتى أدخل على حفصة . فقلت لها : يا بنية !
إنك لتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان .
فقالت حفصة : والله ! إنا لنراجعه . فقلت : تعلمين أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله .
يا بنية ! لا يغرنك هذه التي قد أعجبها حسنها .
وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها .
ثم خرجت حتى أدخل على أم سلمة . لقرابتي منها . فكلمتها .
فقالت لي أم سلمة : عجبا لك يا ابن الخطاب !
قد دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه !
قال : فأخذتني أخذا كسرتني عن بعض ما كنت أجد . فخرجت من عندها .
رواه مسلم
** إعادة بناء ثقة الطفل بنفسه :
يعتبر العرب بشكل عام العلامات المدرسية مؤشراً وحيداً على نبوغ الطفل وذكائه ،
فعندما تكون درجات الطفل متدنية يوصم بالغباء ، جهاراً نهاراً ، في السر وفي العلانية ،
ويصبح مثاراً للسخرية والتندر ، ويبدأ الأهل بعقد المقارنات بينه وبين الأطفال الآخرين (الأذكياء)
حتى يتحول الأمر في وجدان الطفل وفي دائرة الناس المحيطة به إلى حقيقة لاجدال فيها .
وهذه التصرفات والمقارنات تفقد الطفل الثقة بنفسه وتملأ قلبه بالغيرة الممزوجة بالكراهية
فيحقد على أؤلئك الأذكياء (الذين ربما كانوا إخوته أوأقرباءه) وقد يسعى لإيذائهم .
الطفل ذوالنفسية المهزوزة بهذا الشكل عاجز عن تقبل ما نريد أن نبنيه داخله
لأنه ببساطة كاره لنفسه ولأهله ومشغول القلب إلى درجة كبيرة بإحباطاته .
وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن بعض الناس قد يتمتع بذكاء جيد إلا أنه يعجز
عن الحصول على درجات مدرسية عالية بسبب حالات متنوعة من صعوبات
التعلم أشهرها حالياً ما يسمى بعسر القراءة .
وسواء كان الطفل ذكياً ويعاني من نوع ما من صعوبات التعلم ، أو كان حقاً محدود الذكاء ،
فإن الأمر الذي لاخلاف عليه أنه لم يخلق نفسه بهذه الصورة ، و أنه بالتالي لايستطيع أن يغير هذا الوضع ،
حتى ولو مورس عليه من الضغوط الشيء الكثير ، لأن هذا الأمر ببساطة شديدة فوق طاقته .
لابد أن نذكر دائماً أن لهذا الكون خالقاً هو الذي اختار لكل من عباده النعم التي يتمتع بها
والصعوبات التي يعاني منها ، حكمة منه عز وجل وابتلاءً واختباراً لعباده .
الله عز وجل لا يمنح أحداً من العباد كمال النعم في هذه الحياة ،
كما أنه لايحرم أحداً حرماناً تاماً ، بل ينزل بقدر مايشاء ، وعطايا الله سبحانه لعباده متنوعة .
فإذا رضي الوالدان باختيار الله لهما وأحسنا التعامل مع طفلهما
( الذي يريان أنه ليس على درجة عالية من الذكاء ) ،
واجتهدا في البحث عن الأشياء التي يحبها ويبرع فيها وشجعاه عليها ،
فسيكون بإمكان هذا الطفل الإستفادة من قدراته الذهنية إلى أقصى حد ،
ولربما أراهما الله من هذا الطفل ببركة رضاهما بما قسم الله ورفقهما بطفلهما ما تسعد به قلوبهما .
** وجود جو من الاحترام المتبادل في المنزل :
الإختلاف بين الزوجين أمر طبيعي جداً ، أما أن يصبح الأطفال وسيلة يستخدمها
أي من الوالدين للإنتقام من الآخر فهذا من أسوأ ما يمكن أن يتعرض له الطفل .
فتحدث الأم باستمرار للطفل عن سوء معاملة الأب لها يملأ قلبه بالبغض تجاه أبيه
( المفترض أن يكون أحب الناس إليه وقدوته في الحياة ) ،
كما أن كلام الأب الجارح عن الأم وإهانتها أمام الطفل يزلزله من الأعماق ،
وخاصة إذا كان دون السابعة ، لأن ارتباطه النفسي الشديد بأمه يجعله يتلقى الإساءة
إليها كإساءة أو تهديد له هو شخصياً .
تعامل الوالدين باحترام فيما بينهما ، وتحدث كل منهما عن الآخر باحترام أمام الطفل ،
رغم وجود الخلاف ، يزرع الكثير من القيم النبيلة في نفسه ويعطيه قدراً كبيراً
من الإحساس بالأمان والإستقرار .
** تعليم الطفل أن يعتذر عندما يخطيء :
يتأثر الوالدان كثيراً ويحسان بجرح عميق في القلب إذا لم يبادر الأولاد إلى الإعتذار
بسرعة عندما يخطئون ، وقد يلجأ الأبوان إلى مقاطعة الطفل وعدم التحدث إليه
أملاً في أن يشعره ذلك بأنه أخطأ فيعتذر . قد يؤدي هذا الأسلوب إلى نتيجة ايجابية
وقد يوصل إلى نتيجة معاكسة تماماً فيتجاهل الطفل الأمر برُمَّتِهِ ويُعرِض
هو أيضاً عن والديه فيزيد من تألمهما . لتجنب هذا المأزق لابد من :
* تدريب الأطفال في سن مبكرة على التراجع عن الخطأ .
* تعليمهم كيفية الإعتذار وعدم تركهم ليستنتجوا وحدهم كيف يتم ذلك .
إن الله عز وجل قد رسم لنا نهجاً في قصة آدم عليه السلام المذكورة في القرآن ،
فحين أخطأ آدم وشعر بالندم أوحى الله عز وجل بكلمات الاستغفار كما قال تعالى :
{ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ }
(البقرة : 37 ) .
فقد قيل أن هذه الكلمات هي :
{ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
[ الأعراف : 23 ] . أنتظرونا في المقال القادم في للحديث بقيه