كان هناك ملكا أعطاه الله أربعة أبناء
وكان همّ هذا الملك أن يعلم أولاده درسا هاما
وهو ألا يحكموا على الأشياء سريعا
فقرر الملك أن يعد لهم تحدى
فقال لهم عليكم الذهاب الى شجرة الكمثرى
والتى كانت بعيدة جدا
ثم يعودون مرة أخرى حتى يصف كل منهم ما رأى
وبالفعل بدأ السباق ليصل كل من أولاده فى وقت مختلف من العام
وذلك بسبب بعد المكان
الإبن الأول وصل فى الشتاء
والثانى فى الربيع
والثالث فى الصيف
وأصغرهم وصل فى الخريف
وعند رجوع الأولاد جمعهم الملك ليصف كل منهم ما شاهده عند الشجرة
فالإبن الأول الذى وصل فى الشتاء قال
الشجرة كانت قبيحة وملتوية
أما الثانى الذى وصل فى الربيع فقال
كيف ذلك لقد رأيت الشجرة مغطاة بكساء من البراعم الخضراء
التى تحمل الكثير من الورود
وعارضهم من وصل صيفا قائلا
ليس هذا ما رأيت لقد رأيت الشجرة مملوءة بالزهور
والتى تغطى الجو حولها برائحة خلابة لقد كان هذا من أفضل ما رأيت فى حياتى
رد عليهم أصغرهم الذى وصل فى الخريف
أنا لا أوافقكم الرأى فقد رأيت الشجرة كاملة النضج
تتدلى منها ثمارها بشكل يملؤها الحياة
رد الملك والذى كان يستمع الى كل منهم قائلا
أبنائى كل منكم على صواب
فيما شاهد لأن كل منكم شاهد نفس الشجرة
لكن فى فصل مختلف
ولذلك فكل منكم لا يستطيع الحكم على شجرة
أو شخص من مجرد فصل من حياته
أو موقف تعرض له
فجوهر الشخص وما يحمله من فرحة وحب وسرور أو غضب
يمكن ان نحكم عليه فقط فى النهايه
عندما يمر بكل الفصول
فلا تتسرعوا ابدا فى ابداء الرأى عن اشخاص
سواء كان ذلك ايجابياً او سلبياً