هو بذل الطاقة وتحمل المشقة مأخوذة من الجهد.
قال تعالى: ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا فى التواره والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله ببيعكم الذى بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم) [ التوبة : 111].
وقال الحسن البصرى وقتادة : بايعهم الله فأغلى ثمنهم.
وقال تعالى: ( لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما) [ النساء :95].
قال ابن كثير فى تفسيره:
أى لا يستون فى الجزاء وكلا وعد الله الحسنى أى الجنة والجزاء الجزيل ثم أخبر سبحانه وتعالى بما فضلهم به من الدرجات فى غرف الجنان العاليات ومغفرة الذنوب والزلات.
(1) باب فضل الجهاد
(1) عن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال النبى (صلى الله عليه وسلم): ( إن فى الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين فى سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض) مختصرا.[رواه البخارى فى كتاب الجهاد (6/ح2790/فتح) وأحمد فى مسنده(2/335/339)].
(2) وعن أنس (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( يقول الله تعالى: (المجاهد فى سبيلى هو على ضامن إن قبضته أورثته الجنة وان رجعته رجعته بأجر وغنيمة) [رواه الترمذى وصححه الألبانى فى صحيح الجامع (8135)].
(3) وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( مثل المجاهد فى سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد فى سبيله كمثل الصائم القائم الخاشع الراكع الساجد) [ رواه النسائى وصححه الألبانى فى صحيح الجامع (5850)].
(4) وعن أبى سعيد الخدرى (رضى الله عنه) قال: ( أتى رجل الى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: أى الناس أفضل؟ قال: مؤمن يجاهد بنفسه وماله فى سبيل الله. قال: ثم من؟ قال: مؤمن فى شعب من الشعاب يعبد الله ويدع الناس من شره) [ رواه البخارى فى الجهاد (6/ح2786/فتح) ورواه مسلم (3/إمارة/1503/ح122) والترمذى (4/ح1660) والنسائى (6/ح3105)].
معنى الشعب : الطريق فى الجبل.
(2) باب فضل الرباط فى سبيل اله والروحة
(5) عن سهل بن سعد (رضى الله عنه) قال: قال رسول اله (صلى الله عليه وسلم): ( رباط يوم فى سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد فى سبيل الله تعالى أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها) [ رواه البخارى (6/ح2892/فتح) ومسلم ()3/إمارة/1500) بنحوه والترمذى (4/ح1664)].
(6) وعن عثمان (رضى الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: ( رباط يوم فى سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل) [ رواه الترمذى (4/ح1667) وقال حديث حسن صحيح والنسائى (6/ح3169)].
(7) عن سلمان (رضى الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: ( رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وان مات فيه أجرى عليه عمله الذى كان يعمل وأجرى عليه رزقه وأمن الفتان) [ رواه مسلم (3/إمارة/1520/ح163) والترمذى (4/ح1665) والنسائى (6/ح3168)].
ومعنى أمن الفتان : أى عذاب القبر وفتنه.
(
وعن أنس (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( لغدوة فى سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها) [رواه البخارى (11/ح6415/فتح) ورواه مسلم (3/إمارة/1500/ح113) والترمذى (4/ح1651) وأحمد فى مسنده (3/433،264،263،207،153،141،132)].
(3) باب فضل رباط شهر فى سبيل الله
(9)عن أبى الدرداء( رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( رباط شهر خير من صيام دهر ومن مات مرابطا فى سبيل الله أمن الفزع الأكبر وغدى عليه برزقه وريح من الجنة ويجرى عليه أجر المرابط حتى يبعثه الله) [رواه الطبرانى فى الكبير وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع(3479)].
(4) باب فضل الحراسة فى سبيل الله
(10) عن ابن عباس( رضى الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله) [ رواه الترمذى وقال حديث حسن وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3113)].
(5) باب فضل الوقوف فى الصف للقتال
(11) عن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( قيام ساعة فى الصف للقتال فى سبيل الله خير من قام ستين سنة) [ أخرجه ابن عدى فى الكامل وابن عساكر وأحمد والترمذى والحاكم عن أبى إمامة والدارمى والحاكم والبيهقى عن عمران بن حصين وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (4429)].
(6) باب فضل حبس الفرس فى سبيل الله
(12) عن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( من احتبس فرسا فى سبيل الله إيمانا بالله وتصديقا بوعده كان شبعه ورية وروثة وبوله حسنات فى ميزانه يوم القيامة) [ رواه البخارى فى الجهاد باب ( من احتبس فرسا)].
(7) باب فضل إصابة العدو
(13) عن عمر بن عبسة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( من رمى العدو بسهم فى سبيل الله فبلغ سهمه العدو أصاب أو أخطأ يعدل رقبة) [ رواه أحمد والنسائى وابن ماجه والطبرانى فى الكبير والحاكم وصححه الألبانى فى صحيح الجامع (6268)].
(
باب فضل إعانة الغازى بالدابة أو بتجهيزها
(14) عن ابن مسعود (رضى الله عنه) قال: ( جاء رجل الى النبى (صلى الله عليه وسلم) بناقة مخطومة فقال: هذه فى سبيل الله فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة) [ رواه مسلم (إمارة-باب الصدقة فى سبيل الله 3/1505/ح132) والنسائى (6/ح3187) بنحوه والدارمى (2/ح2402)].
(15) وعن زيد بن خالد الجهنى (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (من جهز غازيا فى سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيا فى أهله بخير فقد غزا) [ رواه البخارى (6/ح2843 فتح) مسلم (3/1506-1507/135 إمارة) وأبو داود (3/ح2509) والترمذى (4/ح1628) والنسائى (6/ح3180)].
(9) باب فضل الغبار فى الجهاد
(16) عن أبى عيسى (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( ما اغبرت قدما عبد فى سبيل الله فتمسه النار) [ أخرجه البخارى (6/ح2811/فتح) والبيهقى (9/162)].
قال ابن حجر:
المعنى أن المس ينتفى بوجود الغبار المذكور وفى ذلك إشارة الى عظيم قدر التصرف فى سبيل الله فإذا كان مجرد المس للغبار يحرم على النار فكيف بمن سعى وبذل جهده واستنفد وسعه)
(17) وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( لا يجتمع غبار فى سبيل الله ودخان جهنم فى جوف عبد أبدا ولا يجتمع الشح والإيمان فى قلب عبد أبدا) [رواه النسائى والحاكم فى المستدرك وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (7616)].
(18) وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( لا يجتمع غبار فى سبيل الله ودخان جهنم فى منخرى مسلم أبدا) [رواه النسائى وابن حبان فى صحيحه وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (7617)]
قال المناوى فى (فيض القدير 6/76):
من اغبرت قدماه: أى أصابها غبار أو صارت ذات غبار والمراد فى سبيل الله فى طريقها للجهاد أو لغيرها من الطاعات.
(10) باب فضل قتل المشرك فى الحرب
(19) عن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( لا يجتمع كافر وقاتله فى النار أبدا) [ رواه مسلم (امارة/ج3/ح130/ص1505) ورواه أبو داود فى السنن].
قال المناوى فى (فيض القدير 6/445):
لا يجتمع كافر وقاتله: أى المسلم الثابت على الاسلام كما فى المطامح(فى النار) نار جهنم (أبدا).
قال القاضى:
يحتمل أن يختص بمن قتل كافرا فى الجهاد فيكون ذلك مكفرا لذنوبه حتى لا يعاقب عليها وأن يكون عقابه بغير النار.
(11) باب أفضل الجهاد
(20) عن أبى سعيد (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( ان من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر) [ رواه الترمذى وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (2209)].
(12) باب فضل قتل الخوارج ومن قتله الخوارج
(21) عن الفرزدق الشاعر أنه سمع أبا هريرة وأبا سعيد وسألهما فقال: انى رجل من أهل المشرق وان قوما يخرجون علينا يقتلون من قال لا اله الا الله ويؤمنون من سواهم فقالا لى: سمعنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: ( من قتلهم فله أجر شهيد ومن قتلوه فله أجر شهيد) [ سنده جيد رواه الطبرانى فى الأوسط وقال الحافظ ابن حجر فى الفتح (12/316) سنده جيد].
(13) باب فضل الشهيد
قال تعالى : ( ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) [ آل عمران: 169].
فى تفسير ابن كثير:
كان الشهداء على أقسام منهم من تسرح أرواحهم فى الجنة ومنهم من يكون نهر فيه قبة خضراء ويغدى عليهم رزقهم.
وقال تعالى : ( فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خوفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون) [ آل عمران : 170].
قال ابن كثير:
أى هم الشهداء الذين قتلوا فى سبيل الله أحياء عند ربهم وهم فرحون بما هم فيه من النعمة والغبطة.
(22) عن أبى الدرداء (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( يشفع الشهيد فى سبعين من أهل بيته) [ رواه أبو داود وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (8093)].
(23) وعن المقدم بن معبد (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (للشهيد عند الله سبع خصال: يغفر له فى أول دفعة من دمه ويرى مقعده من الجنة ويحلى حلة الايمان ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ويجار من عذاب القبر ويأمن الفزع الأكبر ويوضع على قبره تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ويشفع فى سبعين انسانا من أهل بيته) [ رواه أحمد فى مسنده والترمذى وابن ماجة وصححه الألبانى فى صحيح الجامع (5182)].
(24) وعن عبد الله بن عمرو بن العاص (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ( يغفر الله للشهيد كل شئ الا الدين) [ رواه مسلم ( 3/ امارة /1502/ح119)].
وفى رواية له:
( القتيل فى سبيل الله يكفر كل شئ الا الدين) [ رواه مسلم (3/1502/ح120/امارة].
(25) وعن ابن عباس (رضى الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( الشهداء على بارق نهر بباب الجنة من قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا) [ رواه أحمد والطبرانى فى الكبير ورواه الحاكم وابن أبى شيبة والطبرانى وفى الترغيب (2/196) وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3742)].
وفى الحديث الذى فى الصحيحين الذى هو عن مسروق قال : سألنا عبد الله بن مسعود عن قوله تعالى : ( ولا تحسبن الذين قتلوا) [ آل عمران : 169].
قال: اما انا سألنا عن ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: ( أرواحهم فى جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوى الى تلك القناديل).
(14) باب أفضل الشهداء
(26) عن أبى أمامة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( أفضل الشهداء من سفك دمه وعقر جواده) [ رواه الطبرانى فى الكبير وأحمد وأبو داود وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (1108) والصحيحة (1504)]
(27) وعن نعيم بن همار (رضى الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( أفضل الشهداء الذين يقاتلون فى الصف الأول فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك يتلبطون فى الغرف العلى من الجنة يضحك اليهم ربك فاذا ضحك ربك الى عبد فى موطن فلا حساب عليه) [ رواه أحمد والطبرانى فى الكبير وأبو يعلى وفى الترغيب للمنذرى (2/193) وصححه الألبانى فى صحيح الجامع (1107)].
معنى يتلبطون : يتمرغون فى الغرف فى الجنة.
(15) باب فضل من قتل دون هذه الأشياء
(28) عن سعيد ابن زيد (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد) [ رواه أحمد والنسائى وأبو داود وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (6445)].
معنى من قتل : أى من أجل هذه الأشياء.
(29) وعن سويد بن مقرن (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( من قتل دون مظلمته فهو شهيد) [ رواه النسائى والضياء فى المختارة وأحمد عن ابن عباس وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (6447)].
(16) باب فضل من قتل سفهاء آخر الزمان
(30) عن ابن عباس (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( يخرج فى آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقرءون القرآن بألسنتهم لا يجاوز تراقيهم يقولون من قول خير البرية يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فمن لقيهم فليقتلهم فان فى قتلهم أجرا عظيما عند الله لمن قتلهم) [ رواه الترمذى وأحمد فى المسند وابن ماجة وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (8052)].
(17) باب فضل سؤال الشهادة بصدق
قال تعالى : ( من الؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) [ الأحزاب : 23].
ذكر ابن كثير فى تفسيره:
قال الحسن: فمنهم من قضى نحبه: يعنى الموت على مثل ذلك ومنهم من لم يبدل تبديلا وكذلك قال قتادة وابن زيد وقال بعضهم نحبه : نذره.
(31) عن معاذ (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى اله عليه وسلم) : ( من قاتل فى سبيل الله فواق ناقة فقد وجبت له الجنة ومن سأل الله القتيل فى سبيل الله من نفسه صادقا ثم مات أو قتل فان له أجرشهيد ومن جرح جرحا فى سبيل الله أو نكب نكبة فانها تجئ يوم القيامة كأغزر ما كانت لونها لون الزعفران وريحها ريح المسك ومن خرج به خراج فى سبيل الله كان عليه طابع الشهداء) [ رواه أحمد وأبو داود والترمذى والنسائى وابن حبان وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (6416