شجرة الزيزفون

شجرة الزيزفون




عرفت شجرة الزيزفون منذ أقدم العصور في أسبانيا والبرتغال وأواسط أوروبا حتى جبال الاورال في روسيا, وقد نقلها الرحالة العرب الى منطقة الشرق الأوسط, والى الهند والصين, واذا كان الشعراء والكتاب قد عشقوها لجمالها وظلالها, فان خبراء الأعشاب والنباتات الطبية, أحبوها لفوائدها الطبية الكثيرة, فهي تستعمل كمهدئ للأعصاب, ومضاد للالتهابات, ولها أهمية كبيرة في علاج الانفلونزا, وكل أنواع الزكام المقترن بالحمى, كما أن منقوع قلف أشجارها يعالج الروماتيزم, وفي فرنسا يستخرج من أزهارها مرهم لعلاج الحكة, عن الزيزفون وفوائدها كان هذا التحقيق:
في البداية يقول الدكتور ابراهيم الأباصيري- أستاذ نباتات الزينة والأشجار الخشبية بالمركز القومي للبحوث: شجرة الزيزفون يصل ارتفاعها الى 30 مترا, ولها لحاء رمادي أملس, وأوراقها قلبية الشكل, وعناقيد أزهارها صفراء باهتة لها رائحة عطرية نفاذة يتم جمعها في فصل الصيف, كما تحتوي على أجزاء طبية ذات فوائد صحية جيدة تكمن في عنقود الزهر وورقته وكذلك خشب الأغصان وقشرته, ويستخرج من أزهارها مستحلب لعلاج الزكام والنزلات الشعبية, وجميع أنواع الحمى الناتجة عن التعرض للبرد, فهي تسكن السعال, والصداع وتخفف من حدة الزكام, وتثير افراز العرق, كما تعمل على تخفيض درجة الحرارة, وتسهل من عملية التنفس, كذلك تعمل على تهدئة الأعصاب, فتعتبر من المسكنات الفعالة للقلق والتوتر, ما يجعلها تعطي احساسا للانسان بالراحة النفسية والاسترخاء, خاصة عند النوم, بالاضافة الى أنها تعمل على تهدئة آلام الصدر وتنقية الكليتين.
طريقة اعداد هذا المستحلب منزليا

وعن طريقة اعداد هذا المستحلب منزليا, يوضح الدكتور الأباصيرى بأنه يتم اضافة ملعقة صغيرة من الأزهار لكل فنجان من الماء الساخن لدرجة الغليان, ويحلي بالسكر أو العسل, ويترك لمدة عشر دقائق, ثم يشرب مرتين أو ثلاث يوميا عقب كل وجبة. أما عن فوائد خشب الزيزفون فهي كثيرة حيث يستخرج منه مسحوق من الفحم يمزج بما يعادله من مسحوق الأوراق, ويتم استخدامهما لتنظيف الأسنان واللثة وازالة الرائحة الكريهة من الفم, كما يتمتع خشب الزيزفون بمزايا أخرى غير طبية ومنها الصلابة والقوة التي تؤهله للاستخدام في الصناعات الخشبية المختلفة, وفي استخدامات السكك الحديدية, لما له من متانة ومقاومة جيدة للحشرات والأمراض المختلفة, ويستفاد من أليافها في مجال الصناعات المختلفة, لاسيما في صناعة الحبال للسفن,ويستخرج من لب سيقان هذه الشجرة مادة لتليين وتجميل البشرة, ويصنع من أزهارها كذلك أفخم أنواع العطور, كما يتم استخدام أشجار الزيزفون في تزيين المنازل, فهي تملأ جنباتها بالشذى والعطر المريح للنفس.
الشجرة القومية
يقول الدكتور عماد الدين جادو- الأستاذ بكلية الزراعة- جامعة عين شمس أوراق الزيزفون تعرف للعامة في وطننا العربي باسم "التليو", وتزرع أشجارها بشكل كبير في جميع أنحاء أوروبا وأميركا وآسيا, وتعتبر الشجرة القومية الأولى في بعض الدول الأوروبية, كجمهورية التشيك وسلوفينيا وتنتشر عامة في معظم أقطار النصف الشمالي للكرة الأرضية, وأشجاره تعد من الأشجار الخشبية المتساقطة الأوراق ذات القامة الطويلة التي تنتج أزهارا متجمعة في شماريخ يحتوي كل شمروخ من 2-15 زهرة,ولأن ثمارها تحتوي على نسبة عالية من الزيوت العطرية الطيارة, فهي تعطي رائحة عطرية في أماكن تواجدها, كما أن الأزهار تمثل أهمية كبيرة لمربي نحل العسل, حيث تعتبر مصدراً مهما لانتاج أجود أنواع العسل من رحيق الأزهار, وللأشجار أيضا فوائد تطبيقية كثيرة فبالاضافة لكونها شجرة ذات نسق جميل في الحدائق والبساتين, فانها تنتج ما يعرف بالخشب اللين, وهو نوع من الخشب الأبيض يستخدم على نطاق كبير في عمل التحف الفنية والتماثيل, لقابليته الكبيرة للنحت والتشكيل, كما أن لهذه الأخشاب خصائص صوتية كبيرة لذا تدخل في صنع الآلات الصوتية كالغيتار.
ويعد الزيزفون من النباتات ذات الصيت الواسع في الاستخدامات الطبية, فأوراقه وأزهاره تستخدم في عمل المشروبات الدافئة, لمعالجة كثير من المشكلات الصحية, حيث أثبتت الدراسات الحديثة جدواها في معالجة التهاب الشعب الهوائية, وفاعليتها كمسكن لبعض مشكلات والتهابات الجهاز الهضمي كقرحة المعدة, علاوة على مساهمتها في علاج مرضى ضغط الدم المرتفع وتصلب الشرايين, لكن الافراط في تناوله لمرضى ضغط الدم قد يكون ضاراً في أحيان كثيرة, وبجانب ما سبق فقد وجد أن الفحم النباتي الناتج من فروعه وأغصانه مفيد في علاج حالات الاسهال والتخلص من الغازات الضارة في الأمعاء, كما يستخدم مسحوق الفحم في علاج التقرحات الجلدية الظاهرية, وقد تبين حديثا أن ثنائي كلوروميثان المستخرج من الزيزفون يفيد كثيرا في معالجة سرطان الغدد الليمفاوية, ويستخدم الشاي المنتج من أزهاره للأطفال كمهدئ عام ومانع للانتفاخ, وهناك الزيزفون السوري الذي ثبت أن مستخلص أزهاره يقضي على بعض أنواع الميكروبات التي تصيب الانسان. ولكن لابد من الأخذ في الحسبان مراعاة عدم تناول مستخلصات أوراق وأزهار الزيزفون أثناء القيادة لمسافات طويلة, أو التعامل مع معدات ثقيلة, لأنها تسبب النعاس, كما لا ينصح بالافراط في تناوله لمرضى القلب, ولمن لديهم حساسية لبعض مركباته.
مغلي الأوراق والأزهار
يقول الدكتور احمد سلامة الليثي - أستاذ نباتات الزينة وتنسيق الحدائق بكلية الزراعة بجامعة القاهرة الى أن أشجار الزيزفون لا تزرع في الوطن العربي بشكل كبير, لكن تستورد نوراتها الجافة, والقنابات الملتصقة بها, لاستعمالها طبيا, والتي يطلق عليها تجاريا " أوراق التليو ", حيث تحتوي على مواد هلامية تستخدم كمهدئ, وتساهم في تخفيف الالتهابات, ومواد قابضة وزيت طيار, وفلافونيدات تستخدم كمضادات للأكسدة ما يحمي من الاصابة بالأورام, وورغم تعدد أنواع الزيزفون الا أن معظم البحوث الطبية تتركز على نوع Tilia cordata لفؤائدة الكثيرة والتي تتفوق على باقي الأنواع, رغم أن الأنواع الأخرى قد تستخدم طبيا ولكن ليس بنفس الدرجة, ومن أهم الأستخدامات المعروفة استعمال مغلي أوراق هذا النبات مثل الشاي كمشروب حيث يجعل من يتناوله يفرز عرقا ما يهدئ من حرارة جسده كما أنه يعد من المشروبات المقوية للمعدة, ويستخدم مغلي الأزهار في علاج الكحة والسعال, والتهابات الجهاز التنفسي المصحوبة بافرازات, كما يزيد من ادرار البول ويسكن الآلام المصاحبة للجهاز البولي, ويقلل من تشنج العضلات في الجهاز الهضمي, وهناك مستحضر صيدلي في صورة أكياس صغيرة, تعرف باسم " التليو " يصب عليها الماء المغلي, حيث تشرب كالشاي والنعناع

موضوع مميز جدا

بارك الله فيك

بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعا الله وإياك بما تقدمه